سيكولوجية الشخصية و دراستها

سيكولوجية الشخصية و دراستها

” علم النفس ” و” الشخصية ” البشرية
يعتبر ” علم النفس ” من أهم العلوم و أرقاها في عصرنا الحالي، وهو أكثر علم يذخر بأبحر من المعلومات والأبحاث بحيث لا يمكننا سرده في بضعة أسطر و يضاف إلى ذلك تعقيده و أهميته بالنسبة لـ ” النفس ” البشرية.
ومن أهم الأبحاث التي طرأت في ” علم النفس ” هي تلك التي اهتمت بـ ” الشخصية ” و دراستها. فمنذ القدم كان الاهتمام بالفرد قليلاً أي إن الاهتمام بدراسة ” الشخصية ” و ” سيكولوجيتها ” قليل لارتباطها الوثيق بالفردية،
حتى أصبح و بالتدريج الاهتمام بـ ” الشخصية ” يزداد بسبب زيادة المشكلات النفسية و الاجتماعية التي أثرت سلبًا على الفرد لوضع حلول مناسبة للمشكلات التي تكاثرت و أصبحت أكثر تعقيدًا.
و بشكل مباشر أو غير مباشر، فإن ” الشخصية ” أصبحت تتحكم بالعلاقات الاجتماعية والمجتمعات كون هذه العلاقات تتأثر بطبيعة و ” شخصية ” الأفراد الذين يتحكمون سلبًا أو إيجابًا بالحياة الاجتماعية ونمطها، فبحسب طبيعة و سلوك الأفراد المتعلقة بـ ” الشخصية ” الغالبة تنمو و تتطور المجتمعات وترتقي.

تأثير ” الشخصية ” على المجتمعات:
فإن كانت غالبية ” الشخصيات ” في المجتمع متزنة و مبدعة وقوية تكوّن لدينا مجتمع راق ومتطور، كونها تؤثر على الأفراد المقربين و من ثم زملاء العمل والدراسة. كما أن هذه الغالبية تحسن من باقي ” الشخصيات ” و تقويها.

تعاريف مختلفة لـ ” الشخصية “

” الشخصية ” هي مجموعة الصفات التي تشير إلى مكانة التقدير و الاحترام و الدور الذي يقوم به ” الشخص ” مهنيًا أو اجتماعيًا؛ هي الفرد بصفاته الخارجية التي يراها الآخرون و ليست ما هي عليه بالحقيقة.
لكن اختلفت التعاريف بـ” الشخصية ” و معناها، فقد عرف مورتن برنس ” الشخصية ” بأنها: (مجموع ما لدى الفرد من استعدادات و دوافع و نزعات و شهوات وغرائز فطرية و بيولوجية، كذلك ما لديه من نزعات و استعدادات مكتسبة) مشيرًا إلى أهمية النواحي الداخلية في ” الشخصية “.
أما تعريف كمف لـ ” الشخصية ” فهو (أسلوب التوافق العادي الذي يتخذه الفرد بين دوافعه الذاتية المركز و مطالب البيئة) معطيًا اهتمامًا لأسلوب  توافق الفرد مع البيئة.
أما فلويد ألبورت فقد أشار إلى أن ” الشخصية ” هي ( استجابات الفرد المميزة للمثيرات الاجتماعية و كيفية توافقه مع المظاهر الاجتماعية في البيئة).
سوف نتحدث أيضًا في هذه المقالة عن موضوعين هامين في ” سيكولوجية الشخصية “، ولكن باختصار ضمن عملية دراسة و ” تحليل الشخصية ”
” الشخصية ” و عملياتها الدفاعية لـ ” الأنا “:
عمليات الدفاع هذه تحدث بشكل غير ” شعوري ” بتاتاً، لا تدرك ” النفس ” أنها تدافع عن ” أناها ” فتحدث بها تصرفات و أفكار خطأ تحرف الواقع وتنكره. كما يقوم الفرد بالكذب على ” نفسه ” بغية الحفاظ على احترامها أمام ذاته، وباختصار سأذكر لكم بعض هذه العمليات في “سيكولوجية الشخصية ” والتي تستخدم في كثير من الأحيان في ” تحليل الشخصية ” من قبل علماء ” علم النفس “:

1– الكبت:

وهي عملية دفاعية أساسية في حياة الفرد تؤثر بشكل كبير على حياته كاملة، تظهر بشكلين أولهما طرد الدوافع والانفعالات والذكريات الشعورية السيئة إلى منطقة ” اللاشعور ” فترسخ في ” العقل الباطن ” للإنسان، وثانيهما هي عملية منع تلك الذكريات ” الشعورية ” و الدوافع من النفوذ إلى منطقة ” الشعور ” في ” العقل الواعي ” حتى لا تسبب الألم والقلق والخجل وغيرها. لكن تبقى هذه الدوافع و الذكريات و الانفعالات حية تتحين الفرصة المناسبة للظهور كـ” مشاعر ” في الفرد.
2-النكوص:

هو عملية رجوع الفرد إلى الماضي و اتباعه لأساليب غريزية كان يتبعها بمراحل نموه الأولى للتعبير عن حالته ” النفسية ” من أجل الحصول على رغبة ما. كمثال، طفل كان يضبط عملية التبول عندما كان محور اهتمام الأسرة حتى ” شعر ” عكس ذلك عندما أتى للأسرة طفل جديد أصبح محور اهتمامها، فهنا يصبح الطفل يتبول لا ” شعوريًا ” حتى يستعيد الاهتمام.
3– تكوين رد الفعل:

وهي من أصعب العمليات فهمًا لدى غير المتمرسين في مجال ” علم النفس “، كما ترتبط بقوانين الطبيعة بحيث يتم تبديل ” المشاعر ” و التصرفات السلبية بنقيضها وذلك رغبة في تكوين طابع السيطرة و جذب كل ما هو جيد، كاستبدال الكراهية بالحب و الخوف بالشجاعة و المرض بالشفاء.
4- الإسقاط:

وهو عملية التخلص من ” شعور ” أو طاقة سلبية و نقلها إلى شخص آخر وذلك دون قصد و بـ ” اللاشعور “، ويحدث هذا عندما يصبح الفرد عاجزًا عن السيطرة على المثيرات الجنسية. تقوم بها ” الأنا ” بالتخلص من الظواهر ” النفسية ” الغير مرغوب بها حتى لا تسبب الألم لـ” الأنا “.
وبسبب الميول الجنسية و تحت ضغط ” الأنا ” بتفاديها، تتحول الـ” مشاعر ” من (أنا أحبه) إلى (هو يكرهني) بعملية معقدة ومتسلسلة.
مراحل التغير بـ ” الشعور “:
1- اشتهاء جنس مثالي و ذلك بداعي الحب (أنا أحبه)، طبعًا ذلك غير مقبول.
2- تكوين رد فعل من الطرفين يتحول من (أنا أحبه) إلى (أنا أكرهه).
3- كون الكراهية والعدوان دافع غير مقبول و ” النفس ” تدافع عن ” أناها “، فتصبح تكبت ما نتج عن الإسقاط فتقوم ” الأنا ” بالتخلص من الكبت لتتخلص من الطاقات و ” المشاعر ” السلبية وذلك بإسقاطها على ” الشخص ” الآخر فتتحول الدوافع من (أنا أكرهه) إلى (هو يكرهني).
أي إن ” الأنا ” تغزو الرغبات و الأفكار ” اللاشعورية ” إلى العالم الخارجي عن طريق وسيلة النقل و التواصل ألا وهي ” العقل الباطن ” ” اللاشعور ” حتى لا تحدث الألم لـ” الأنا “.
5– التعيين:

هو الطريقة التي يتقمص بها ” الشخص ” سمات شخص آخر، ليجعلها جزءًا من ” شخصيته ” كونه يجد بها الراحة ” النفسية  ” بحيث يتصرف كما يتصرف ” الشخص ” الآخر حتى يتعدى المشاركة الوجدانية إلى أن يشعر أنه الشخص الآخر. مثال: الطفل حين يتأثر بتصرفات و عادات الأب و الأم و هما أهم الـ ” شخصيات ” في حياته.
و في علم “سيكولوجية الشخصية ” في ” علم النفس “، تدرس الأسباب و العوارض و الأنماط و الحلول المناسبة لها وذلك خدمة لـ ” النفس ” البشرية و راحتها و التي هي أهم مكونات الكون، و ” علم النفس ” يتعاون وبشكل كبير مع باقي العلوم.

للمزيد عن “سيكولوجية الشخصية ” و ” علم النفس ” واستخدامهم في ” تحليل الشخصية “، اقرأ الجزء الثاني من المقال

سيكولوجية الشخصية و دراستها

 تحرير: علي غالي

تدقيق وتنسيق: مرام حيص

 

علم النفس

الاختلافات الفردية/الفروق الفردية) علم النفس الإداري علم النفس المعرفي سيكولوجية الشخصية سيكولوجية الدوافع سيكولوجية الانفعالات سيكولوجية الإدراك علم النفس

سيكولوجية التعلم

في المدارس. ولكننا في هذا الموضوع سوف ندرس علم النفس الخاص بالتعلم أو سيكولوجية التعلم الذي يهتم بالأطفال فقط وليس البالغين، ولا يهتم بدراسة شكل معين

اختبار تحليل الشخصية MBTI – د.نيجرفان

اختبار تحليل الشخصية ذاتي ” الشخصيات” النفسية – MBTI – اختبار الشخصيات الستة عشر Personal analysis test ابدأ الاختبار   36 سؤالاً     عن اختبار تحليل الشخصية : – تم تجهيزه خصيصا ً لك لتعرف نفسك أكثر عن قرب , هذا الاختبار هو أهم اختبار نفسي لتحديد الشخصية, و قد تم بالاعتماد على نموذج مايرز بريغز و تم التعديل عليه باحترافية …

الشخصية الناجحة و 5 مهارات لتكوينها

الشخصية الناجحة في العمل Successful Personal  و 5 مهارات لتكوينها اهتم العديد من العلماء بتحديد معالم الشخصية  الناجحة عن طريق تحليل الشخصية للعديد من الأشخاص؛ فعندما قام عالم النفس الأمريكي (براين تريسي) بـ ” دراسة سيكولوجية ” أكثر من خمسة آﻻف عينة إنسانية من مختلف المستويات الفكرية والاجتماعية، وصل إلى نتيجة مفاجئة …

 

رأيان حول “سيكولوجية الشخصية و دراستها”

  1. التنبيهات: تقوية شخصية الطفل سليمة في 8 خطوات

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.