شخصية الطفل وأربعة محاور رئيسية لتطويرها
” تحليل الشخصية ” وتشكل البصمة النفسية والعاطفية والعقلية للطفل:
مهما كانت درجتك العلمية، مهما كانت النجاحات التي حققتها في حياتك، عملك، وعلاقاتك، يبقى النجاح الأكبر والإنجاز الحقيقي الذي سيرافقك لما بعد الموت هو نجاحك في تأدية رسالتك في تربية أبنائك وبنائهم من الداخل.
قد يتساءل البعض، في أي عمر يبدأ الطفل بالتأثر بمحيطه؟ كيف تتشكل البصمة ” الشخصية ” الخاصة بالطفل؟
تشكل معالم ” الشخصية ” لدى الطفل
تعتبر السنوات السبعة الأولى من عمر الطفل الأهم في حياته، بحيث يتم تكوين 90% من قيمه ومفاهيمه، وتتشكل خلالها هويته العاطفية والنفسية. وتشير الدراسات أن شعور الطفل بقيمته وإحساسه بالأمان والرضا أمور في غاية الأهمية، وهي تتكون عند طفلك منذ السنوات الأولى من عمره فإما تبنى على أساس متين أو تكون عرضة للاهتزاز.
كيف ذلك؟ هذا يتوقف على مقدار ما يتلقاه الطفل من رعاية واهتمام وحب وتقدير من قبل حاضنته الأساسية – الأم والأب – فتتكون على أساسها البصمة العاطفية والنفسية الخاصة به، ويبدأ بالتفاعل مع محيطه على أساس خبرته التي اكتسبها من بيئته.
وتعتبر البيئة الإيجابية الحاضنة للطفل الحافز الرئيسي في نمو وتوسيع مداركه العقلية وتفجير مواهبه وقدراته الكامنة وتعزيزها من خلال دعم الثقة وتقدير الذات لديه.
شخصية الطفل ومعالجة السلوكيات الخطأ له :
إن من أكبر الأخطاء التي يقع فيها الآباء عند صدور سلوك خطأ من أبنائهم هو الغضب والعصبية، لذا أنصحك بالابتعاد عن نهج مثل هذا السلوك والتحلي بشيء من الصبر والتأني لتعرف الدوافع الحقيقية وراء انتهاج ابنك لسلوكه الخطأ، فمعرفة السبب يختصر عليك مراحلًا من العلاج.
واعلم أن لكل طفل عالمه الخاص، فاحرص كل الحرص على معرفة مفتاح الدخول لعالم طفلك لتتمكن من التعامل معه حسب شخصيته ونفسيته، واعمل على مد جسور التواصل معه دائمًا وذلك بالإنصات له وقضاء وقت معه وإشعاره بالاهتمام والحنان والحب غير المشروط لتصله رسالتك أنك بجانبه في كل الظروف
” العقل الباطن ” وعلاقته بتعديل السلوك عند الطفل:
كيف يمكن لـ ” العقل الباطن ” أن يقوم بتعديل سلوك معين عند الطفل؟ وما هي الطريقة التي يمكن اتباعها لإعادة برمجة سلوك معين عند طفلي؟ عزيزتي الأم … عزيزي الأب … إذا وجدت لدى طفلك سلوكًا خطأ ً وأردت تعديل ذلك السلوك فما عليك إلا أن تعيد برمجة ” العقل الباطن ” لدى طفلك على السلوك المرغوب به. كيف؟ سأشرح لك:
تقوم برمجة ” العقل الباطن ” على أساس تكرار الفعل، أي إن الإنسان عندما يكرر قولًا أو فعلًا معينًا لفترة معينة يحفظ لدى العقل الباطن ويتبناه ويصبح سلوكًا طبيعيًا لدى الإنسان. فإذا أردنا إعادة برمجة سلوك طفل فوضوي مثلاً ليصبح أكثر تنظيمًا، ما علينا إلا أن نتجنب الانتقاد المباشر لفوضويته وننتقل معه للحل بحيث يتم الاتفاق مع الطفل على إعداد جدول نقاط وليكن أسبوعيًا مثلاً يتم من خلاله ذكر الأعمال المراد تنظيمها ووضع نقاط للأعمال التي التزم الطفل فعلاً بتنظيمها خلال الفترة المحددة بحيث يتم استبدال النقاط المجمعة بهدية مناسبة. ومع تكرار السلوك الجديد لفترة أسبوعين على الأقل ستجد أنه سيندرج تلقائيًا ضمن عادات طفلك اليومية.
” تحليل الشخصية ” من خلال الرسم:
يا ترى هل نحن على دراية بما يدور في خلد أطفالنا؟
هل باستطاعتنا التوصل إلى أعماقهم و” تحليل الشخصية ” الخاصة بهم وتفهم انفعالاتهم وترجمة تصرفاتهم؟
كثيرا ما يحاول الطفل لفت نظر الأهل إلى شيء داخله فيبدأ بالتعبير بعدة وسائل، وقد يلفتنا اهتمامه برسم بعض الخطوط. توقفوا لبرهة، فلربما طفلكم يبعث لكم رسالة من خلال رسوماته تلك، لذا أنصحكم بـ “ تحليل الشخصية “ التي يعبر عنها طفلكم لتعرفوا مكامن تلك ” الشخصية ” وتدعموا الجانب الإيجابي وتقوموا السلبي منها.
تعتبر دراسة فنون الأطفال من الدراسات الحديثة نسبيًا، ويعتبر الرسم تحديدًا إحدى لغات الطفل للتعبير عما يدور في داخله ابتداء من اختيار مكان الرسم على الورقة بحيث إن كان مكان الرسم في أعلى الصفحة فهذا يدل على أن طفلك خيالي، أما الرسم أسفلها يدل على شعور ذلك الطفل بعدم الأمان، أما إن كان طفلك يختار يمين الصفحة فـ ” تحليل الشخصية “يشير إلى أنه يهتم بالمستقبل، أما يسار الصفحة للرسم يعني أن طفلك مهتم ومتأثر بالماضي.
طفلك مخلوق فائق الحساسية، وأي خطأ أو إهمال قد يعطي نتائج سلبية لشخصيته مستقبلاً.
محاور رئيسية لتطوير و تقوية شخصية طفلك:
أن تكوني – أمًا – أن تكون – أبًا – متعة ما بعدها متعة لكن انتبهوا! فبمقدار ما يحمله ذلك المعنى من متعة يقابله المقدار نفسه بل وأكثر من تحمل المسؤولية والإبداع في هندسة بناء وتطوير تلك الشخصية التي سنخرجها لتساهم في بناء المجتمع مستقبلاً، وذلك من خلال المحاور الرئيسية التالية:
التحاور وأهميته في ” تطوير الشخصية ” وقدرات التفكير لدى طفلك:
يعتبر أسلوب التحاور من أنجح الأساليب التي تعمل على الارتقاء بعقل طفلك وتنمية التفكير المنطقي لديه. فأنت عندما تبدأ بالتحاور مع طفلك لحل بعض المشكلات البسيطة منذ الصغر بما يتناسب مع عمره، فإنك بذلك تحفز العقل لديه لرفع مستوى التفكير وتطوير الشخصية والتقرب منه.
كيف يمكنني التحاور مع طفلي؟
لأتمكن من محاورة طفلي لا بد أن أنزل لمستوى تفكيره، أن أضع نفسي مكانه، وأن أستمع له باهتمام، وأن أتواصل معه بصريًا، وأن أحترم خصوصية شخصيته، فهو ليس نسخة مني فلا أوجه له أوامر مباشرة دائمًا بل أستبدلها بعبارات تشعره بقربي منه مثل: ما رأيك أن نجرب … لنتساعد … سأوضح لك … من فضلك.
ولنبرة الصوت وملامح الوجه الأثر الأكبر في استجابة الطفل خصوصًا في الحالات التي تتطلب حزمًا، وغالبًا ما يتم ذلك عند استشعار الأهل بخطب ما أو خطورة مثلاً: الضرب غير مسموح، ودائمًا الحزم الممزوج بالحب والحوار هو الذي يدعم جسر التواصل مع طفلك.ربط مع مقالة كيف تنمي ذكاءك وذكاء طفلك.. أكاديمية نيرونت.
” تطوير شخصية الطفل ” من خلال بناء الثقة وتقدير الذات عند الطفل:
ماذا تتوقع من طفل نشأ منذ الصغر على التوبيخ والمقارنة؟
كيف يمكن لطفل يستهزأ به ويقلل من شأنه أمام الآخرين أن يقدر ذاته؟
إن الطفل هو إنسان كامل، وكل ما يتعرض له (سلبًا أو إيجابًا) سيخزن في عقله الباطن فيكوّن من خلاله صورة ذاتية عن نفسه وعلى أساسها تتشكل سلوكياته وتقديره لذاته وثقته بنفسه، لذا لا بد من عوامل لبناء الثقة وتقدير الذات لديه من حيث توفر البيئة الإيجابية المحبة له والتي توفر البيئة الحاضنة لمشروع طفل ناجح والحرص على اعتماد أسلوب أساسه الاحترام والتقدير، ولا بد من تشجيعه على أن يكون صاحب قرار وذلك بتكرار مثل هذه العبارات على مسامعه: اختر بنفسك … حدد ما تريد … هذا قرارك. وذلك لتشعره أنه إنسان كبير له رأيه وشخصيته المستقلة ليدعم هذا السلوك نظرته الإيجابية لذاته.
وانتبه للخطورة التي ستزرعها داخل طفلك عند اعتمادك على مبدأ المقارنة مع الآخرين، واجتنب الانتقاد الشخصي له، وركز توجيهك لسلوكه الخطأ، وابتعد عن أسلوب الاستهزاء.
ومما يدعم بناء الثقة وتكوين شخصية متوازنة لطفلك مستقبلاً الحرص على تطوير مهاراته وقدراته وتنمية مواهبه عن طريق اللعب والأنشطة الفكرية والاجتماعية والبدنية.
كن صديقاً لطفلك وتمتع بتطور ” شخصيته “:
هل تعلم أن صداقتك مع طفلك (عقلاً وقلبًا) تسهم في نموه النفسي على نحو سوي؟
لا تقل إنه أمر مستحيل، بل ببعض الحلم والحب يمكنك كسب صداقة طفلك الذي هو أقرب الناس وأحقهم بهذه الصداقة. كيف ذلك؟ قلت لك ليس بالأمر المستحيل. تناسى بعض الشيء طفلك، وعامله كما لو كان صديقك المقرب فعلاً، استمع إليه، وجه له النصائح بطريقة محببة، شاركه اللعب، اقرأ له القصص، ادعمه باحتضانه وبتأكيد حبك الغير مشروط له دائمًا، شاركه بتحضير وجبته المفضلة، امسك يده واصحبه للحديقة، ابحر في عالمه، وكن الأقرب إليه.
” تطوير شخصية ” الطفل من خلال اللعب:
اللعب هو العالم الأكثر إثارة وتفضيلاً عند الأطفال، بحيث يوفر لهم اللعب مناسبة للتعلم وخوض التجارب، حيث تقول الأستاذة (فريد رشي): (يعتبر اللعب من الشروط الأساسية لعمليات التعلم والتعليم، فهو يعزز التطور الذهني والاجتماعي والعاطفي والحركي والإبداعي لدى الأطفال). وقد أكدت الدراسات أهمية اللعب بالنسبة للأطفال خصوصًا في السنوات السبعة الأولى لفترة تعادل ثلث اليوم الواحد، بحيث يساعد اللعب على نشوء وصلات متعددة المستويات في المخ وبلورة دماغ قادر على التعلم طوال الحياة، كما يعمل اللعب باعتباره مرتبط بالسعادة لدى الأطفال على إفراز هرمون السعادة (دوبامين) الذي يعطيه صفة الديمومة. لذا من الضروري تعزيز سلوك اللعب لدى الأطفال خاصة ما يثير فضولهم وخيالهم، كألعاب الأشغال اليدوية وتعابير الوجه والاختباء والتخييم بما يتناسب مع عمر وقدرات الطفل.
” اختبار الشخصية للاطفال ” واكتشاف معالم أخرى لدى طفلك:
هل تريد الغوص داخل أفكار طفلك؟ هل ترغب بالقيام بـ ” اختبار الشخصية ” لدى طفلك؟ كيف ذلك؟ لنتابع…
إذا رغبت بالقيام بـ ” اختبار الشخصية ” لطفلك فعليك باختبار أسلوب من أساليب ” اختبار الشخصية ” وصوغه بطريقة محببة. وهناك عدة أنواع لـ ” اختبار الشخصية ” لكنني اخترت أسلوبًا بسيطًا جاذبًا للطفل من خلاله أستطيع عمل ” اختبار الشخصية ” بطريقة القصة ويدعى هذا النوع من ” اختبار الشخصية ” اختبار قصص (لويزا دوس).
“اختبار الشخصية للاطفال ” – قصة العصفور:
كان هناك شجرة عالية عليها عش عائلة عصافير، العصفورة ماما، والعصفور بابا، وابنهم العصفور الصغير. فجأة هبت رياح قوية فأوقعت العش وطارت العصفورة الأم على شجرة والعصفور الأب على شجرة أخرى، يا ترى إلى أين سيطير العصفور الصغير؟ فإذا أجاب طفلكم أن العصفور الصغير طار إلى حيث أمه فطفلكم متعلق بأمه، أما إذا قال بأن العصفور الصغير سيطير إلى أبيه فالطفل متعلق بأبيه أكثر. أما إذا اختار الطفل احتمال أن العصفور الصغير سيطير لشجرة أخرى لوحده، فـ ” اختبار الشخصية ” الخاص بطفلكم يوحي أنه طفل مستقل وناضج.
“اختبار الشخصية للاطفال ” – قصة الحلم المزعج:
كان هناك طفل صغير نائم. لكنه فجأة استيقظ من نومه خائفًا جدًا، وركض نحو أمه وهو يبكي وأخبرها أنه شاهد حلمًا مزعجًا. هنا اسأل الطفل، يا ترى ماذا رأى الطفل في حلمه حتى خاف هكذا؟ من خلال الإجابة التي ستحصل عليها ستتعرف على مخاوفه الداخلية، وطبيعة علاقته بالأشخاص والأشياء من حوله. وتذكر أن تجربة أو اختبار بسيط يمكن أن يكشف جوانب قد تكون مجهولة عن طفلك وتساعدك لتجنب ألم نفسي قد يرافقه طول العمر.
نصيحتي لكم:
لكل مربي، اعلم أن نجاحك في تربية أبنائك قوامه الحب وأساسه الكلمة الطيبة.
إذا أردت أن تزرع أي قيمة داخل طفلك فابحث عنها داخلك أولاً، فالطفل يتعلم بالاقتداء.
اعلم أنه عندما تجد ما لا يسرك في سلوك طفلك ابحث عن الخلل داخلك حتى تقومه لتكون القدوة الأمثل له.
طفلك قطعة من بياض ناصع وهبك إياها الله عز وجل وجعله أمانة عندك، فتخير لما تزرعه داخله.
شخصية الطفل وأربعة محاور رئيسية لتطويرها
تحرير: لين مور
تدقيق وتنسيق: مرام حيص
تقوية شخصية الطفل سليمة في 8 خطوات
تحليل الشخصية للطفل وأربعة محاور رئيسية لتطويرها
اختبار تحليل الشخصية MBTI – د.نيجرفان
رأيان حول “شخصية الطفل وأربعة محاور رئيسية لتطويرها”